الأربعاء، 19 يناير 2011

مواطن في عسير يحرم ابنه من الدراسة بحجة ألا فائدة منها

حرم ولي أمر بمحافظة المخواة أحد أبنائه من الجلوس على مقاعد الدراسة؛ وذلك بحجة أن التعليم لا فائدة منه، بينما ما زال اثنان من أبنائه يهربان من المنزل؛ لحضور المدرسة يومين أو ثلاثة فقط في الأسبوع.وتعود معاناة الأبناء إلى أكثر من سبع سنوات؛ حيث التحق ابنه "عتيق" بالصف الأول الابتدائي بعد أن بلغ عمره 9 سنوات، ولحق به شقيقه "مصلح"، وكلاهما تم تسجيلهما بتدخل من قِبل الشرطة، التي أخذت تعهداً خطياً على والدهما بعد أن عانت إدارة المدرسة من تصرفات ولي الأمر، الذي كان يتعمد الاستئذان لهما يومياً قبل أن يُكملا يومهما الدراسي؛ ما تسبب في كثرة غيابهما عن المدرسة، وإن استطاعا الحضور فإنهما يحضران للمدرسة هرباً من والدهما، ودون علمه؛ وذلك للتزود بما يمكن أن يتزودا به من العلم قبل أن يكتشف والدهما أمرهما ويلحق بهما ويطلب لهما الاستئذان قبل أن يكملا يومهما الدراسي كالعادة، رغم أنهما من الطلاب المتفوقين دراسياً.ورغم غيابهما المتكرر إلا أن إدارة المدرسة تغاضت عن تطبيق لائحة السلوك عليهما تقديراً لظروفهما.أما شقيقهما الثالث "عبدالهادي"، البالغ من العمر "7 سنوات"، فقد التحق بالمدرسة هذا العام، إلا أن والده قام بأخذه من المدرسة في اليوم الثالث من الأسبوع التمهيدي من العام الدراسي الحالي بعد أن أبلغ إدارة المدرسة بأن ابنه لن يعود إلى المدرسة مجدداً، وذلك رغماً عن رغبة الابن الذي باح لمدير المدرسة بحبَّه المدرسة؛ ما دفع إدارة المدرسة إلى رفع أمر هؤلاء الأبناء إلى مدير التربية والتعليم بالمخواة، الذي بدوره وجَّه بتشكيل لجنة من الإرشاد الطلابي لمتابعة قضية الطلاب.وأوضح مساعد مدير التربية والتعليم بالمخواة للشؤون التعليمية علي بن خيران الزهراني رئيس لجنة التحقيق لـ"سبق" أن إدارة التربية والتعليم حاولت بشتى الوسائل والطرق، بالتعاون مع إدارة المدرسة، لإقناع ولي أمر الطلاب، إلا أنها وصلت معه إلى طريق مسدود؛ ما دفعها إلى إحالة القضية برمتها إلى محافظ المخواة بعد أن انتهى دور "التعليم".في هذه الأثناء أوضحت مصادر بمحافظة المخواة أنهم خاطبوا شرطة المحافظة؛ لاستدعاء ولي الأمر، وأخذ تعهد عليه بإعادة ابنه "عبدالهادي" إلى المدرسة.ونظراً إلى عدم وجود عضو حقوقي بمحافظة المخواة فقد قامت جمعية حقوق الإنسان بمتابعة القضية من خلال التنسيق مع عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة ناصر العمري، الذي أوضح لـ"سبق" أن شرطة المحافظة استدعت والد الطلاب، وطلبت منه إعادة ابنه "عبد الهادي" لمقاعد الدراسة؛ فوعد بذلك بدءاً من يوم الأحد الماضي، إلا أن مصادر أكدت أن الطالب لم يحضر حتى إعداد هذا الخبر، وأنه ليس هناك وقت كاف يمكن من خلاله للطالب أن يتدارك ما فاته خلال فصل دراسي كامل.وأكد عضو لجنة حقوق الإنسان معتوق الشريف لـ"سبق" أن الجمعية اقترحت في بداية القضية على إدارة التربية والتعليم أن يكون هناك مسار تربوي؛ حيث لا يُنتظر حتى تنتهي القضية من الجهات الأمنية؛ وبالتالي يضيع الوقت على الطالب وشقيقيه في التعليم؛ لذا فقد أوصت اللجنة بأن يكون هناك برنامج محو أمية تشمل كامل الأسرة؛ ليتم تأهيلهم عن طريق هذا البرنامج حتى يتم حل القضية من قِبل الحاكم الإداري بالمحافظة.وأوضح مساعد مدير التربية والتعليم بالمخواة أن الإدارة حاولت تطبيق البرنامج مع الأسرة، إلا أنها عجزت في إقناعها؛ نظراً إلى عدم رغبة ولي الأمر في ذلك. مؤكداً أن هذا شيء خاص برب الأسرة، ولا نستطيع إجباره عليه. فيما علّق المشرف العام على فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين الشريف في تصريحه إلى "سبق" بأن الجمعية بانتظار النتائج النهائية، وفي حالة عدم تمكين الأبناء من الدراسة فسوف تتم مخاطبة الحاكم الإداري بمحافظة المخواة بشكل عاجل بشأن اتخاذ الإجراءات العاجلة؛ لتمكين هؤلاء الأبناء من الدراسة بغض النظر عن موافقة ولي الأمر؛ لأن هذا حق من حقوقهم، أما في حالة عدم قدرتهم على ذلك فسوف تخاطب جمعية حقوق الإنسان إمارة المنطقة.وأضاف "الجمعية تثمن دور إدارة تعليم المخواة من حيث تعاونها وتواصلها حول تمكين الأبناء من التعليم، ونهيب بإدارات التربية والتعليم أن تتواصل مع الجمعية في حالة وجود مثل هذه الحالات؛ لتكون عيناً راصدة لمثل هذه الحالات إنْ وُجدت في المستقبل".